عن النصر والهزيمه


درسنا ونحن صغار ان التطعيم يقوّي جهاز المناعه عن طريق توفير جراثيم مخففه التركيز وقليله الفعاليه حتى يتدرب عليها جسم الانسان فيزداد كفاءه في مكافحه الجراثيم الحقيقيه. نقطه وسطر جديد...

تصلني مقالات الكترونيه دوريه من مؤسسه بحث علمي اسرائيليه Technion Society، وآخر المقالات كان يتحدث عن الحرب مع حماس، وبالخصوص عن دور منظومه مضادات الصواريخ Iron Dome.

وIron Dome هذا بالفعل ابتكار هندسي ناجح جدّا، وصل الى كفاءه غير مسبوقه في اعتراض الصواريخ تقدر ب90%. وهو بذلك سبق في الابداع العسكري على مستوى العالم وقصه نجاح باهره ابطالها مهندسون اسرائيليون من مؤسسه Technion وغيرها.

والحق يقال ان الفضل في الكفاءه العاليه لمنظومه الدفاع الاسرائيليه يعود لبساله حماس التي توفّر باستمرار كميات صغيره من الصواريخ العشوائيه قليله الكفاءه، بحيث لا تشكل اي خطر حقيقي على اسرائيل بل على العكس، تقوم بامتحان وتدريب منظومه الدفاع حتى تزداد كفاءه. فتكون مقاومه حماس بمثابه المطعوم المقوّي لجهاز المناعه الاسرائيلي، حتى اذا قامت المعركه الحقيقيه كانت اسرائيل لها على اهبه الاستعداد.

ولا شك ان الحرب الاخيره مع حماس كانت بمثابه منجم ذهب لاسرائيل وIron Dome. حيث قامت اسرائيل بامتحان شامل لمنظومه الدفاع على حساب حماس، واثبتت كفاءته، واكتشفت مواطن الضعف الباقيه فيه كي تتجاوزها، واقنعت اصحاب القرار بضخّ اموال اكثر على المشروع وربما على مشاريع اخرى اكثر طموحا. حتى ان الحكومه الامريكيه وجدت الذريعه المناسبه لدعم Iron Dome بما يقارب ربع مليار دولار على حساب المواطن الامريكي، وكل هذا بفضل رعونه حماس.

وبرغم كل هذا النجاح يعتبر المواطن الاسرائيلي ما حدث بمثابه هزيمه، ذلك ان كبرياءه القومي يجعله يطالب جيشه بالمزيد.

امّا في عالم موازٍعلى الجانب المقابل من الحدود فتقام احتفالات بالنصر المبين على انقاض غزه المدمّره تحت اقدام اهلها، وتصدح الارامل واليتامى بالغناء لبطوله حماس التي انتزعت لاهلها حق صيد السمك على شواطئ اجدادهم لمسافه لا تزيد على سته اميال.

Comments