في مصر، تحدث معجزات.
تعرّف الانسان المعاصر على هذه الظاهره عندما نبش لأوّل مرّه الرمال في صحراء الجيزه، فوجد تحتها كتله صخريّه هائله على شكل هرم، بناها بشر، ولكنها ليست كأي شيء بناه بشر. فهي بحجم الجبال، وهي صمدت رغم قسوه الصحراء كما لم يصمد اي نتاج بشري قبلها او بعدها.
قالوا لنا ونحن صغار، ان في مصر، هناك من تحدّى الدكتاتور وحرّر شعبه بأن ضرب بعصاه فشقّ البحر نصفين. ومنّا من صدّق هذا الخبر ومنّا من كذّبه. ولكننا كلنا صدقنا عندما رأينا شعباً اعزل يعزل الدكتاتور بعد ثلاثين عاما على العرش دون قتال، فكانت تلك معجزه اكبر وقعاً و اكثر اعجازاً في زمن يسهل فيه شق البحر ويستحيل فيه حقن الدماء.
زرت مصر بعد ثوره يناير بفتره قصيره، وجلست مع جماعه من الشباب تعرفت عليهم ليلتها، فسألتهم بلهجه مصريّه مزيفه رديئه: "ماذا لو جاءكم حاكم سيّء اخر بعد كل هذا العناء في الثوره". فلم يكترثوا لسؤالي واجابني احدهم مبتسما: "الميدان قريب". وظننت انهم يخرّفون لانهم كانوا يدخنون شيئا لا تشي رائحته بخير.. ولكنني ادرك اليوم انهم كانوا على صواب.
يرى الكثيرون ان ما حصل في القاهره البارحه انقلاب عسكريّ. الانقلاب هو عندما يفاجيء الجيشُ القيادةَ والشعب بأن يختطف الحكم عنوة فيحتكره. أمّا ان يستجيب الجيش لاوامر الملايين من الشعب فيختطف الحكم عنوه من القيادة ثم لا يحتكره بل يسلّمه ثانيه للشعب طواعيه، هذا ليس بانقلاب. هذا لا اسم له، لأنه لم يحصل في تاريخ العالم المدوّن قبل البارحه.
إذا اردت، فسمّه، معجزه.
قد يكون ما حصل البارحه خطوه سلبيّه، او ايجابيه. وقد يدفع بمصر وأهلها الى الامام، او ربّما الى الخلف. لا اعلم ولا احد يعلم. ولسنا هنا بصدد قراءه المستقبل فالعرّافون السياسيون كثيرون، وانا لست منهم.
ولكننا لا نحتاج الى قراءه الطالع لكي نقول وبثقه: لم يحصل في تاريخ العالم قبل البارحه ان تجمهرت كتله بشريه هائله من عشرات الملايين في تظاهرات سلميه بهدف واحد! ولم يعرف العالم قبلها ثوره شعبيه يُعلن افرادها عنها على الملأ قبل موعدها بأشهر، ثم يخطّط لها وتنفذ على مرأى ومسمع النظام دون قتال!
ان العالم يدرك اليوم بفضل مصر، ان زمن المعجزات لم ينته، وانما لا تزال في جعبه اهل مصر للعالم من المعجزات ما يذهلنا اليوم وغداً.
تعرّف الانسان المعاصر على هذه الظاهره عندما نبش لأوّل مرّه الرمال في صحراء الجيزه، فوجد تحتها كتله صخريّه هائله على شكل هرم، بناها بشر، ولكنها ليست كأي شيء بناه بشر. فهي بحجم الجبال، وهي صمدت رغم قسوه الصحراء كما لم يصمد اي نتاج بشري قبلها او بعدها.
قالوا لنا ونحن صغار، ان في مصر، هناك من تحدّى الدكتاتور وحرّر شعبه بأن ضرب بعصاه فشقّ البحر نصفين. ومنّا من صدّق هذا الخبر ومنّا من كذّبه. ولكننا كلنا صدقنا عندما رأينا شعباً اعزل يعزل الدكتاتور بعد ثلاثين عاما على العرش دون قتال، فكانت تلك معجزه اكبر وقعاً و اكثر اعجازاً في زمن يسهل فيه شق البحر ويستحيل فيه حقن الدماء.
زرت مصر بعد ثوره يناير بفتره قصيره، وجلست مع جماعه من الشباب تعرفت عليهم ليلتها، فسألتهم بلهجه مصريّه مزيفه رديئه: "ماذا لو جاءكم حاكم سيّء اخر بعد كل هذا العناء في الثوره". فلم يكترثوا لسؤالي واجابني احدهم مبتسما: "الميدان قريب". وظننت انهم يخرّفون لانهم كانوا يدخنون شيئا لا تشي رائحته بخير.. ولكنني ادرك اليوم انهم كانوا على صواب.
يرى الكثيرون ان ما حصل في القاهره البارحه انقلاب عسكريّ. الانقلاب هو عندما يفاجيء الجيشُ القيادةَ والشعب بأن يختطف الحكم عنوة فيحتكره. أمّا ان يستجيب الجيش لاوامر الملايين من الشعب فيختطف الحكم عنوه من القيادة ثم لا يحتكره بل يسلّمه ثانيه للشعب طواعيه، هذا ليس بانقلاب. هذا لا اسم له، لأنه لم يحصل في تاريخ العالم المدوّن قبل البارحه.
إذا اردت، فسمّه، معجزه.
قد يكون ما حصل البارحه خطوه سلبيّه، او ايجابيه. وقد يدفع بمصر وأهلها الى الامام، او ربّما الى الخلف. لا اعلم ولا احد يعلم. ولسنا هنا بصدد قراءه المستقبل فالعرّافون السياسيون كثيرون، وانا لست منهم.
ولكننا لا نحتاج الى قراءه الطالع لكي نقول وبثقه: لم يحصل في تاريخ العالم قبل البارحه ان تجمهرت كتله بشريه هائله من عشرات الملايين في تظاهرات سلميه بهدف واحد! ولم يعرف العالم قبلها ثوره شعبيه يُعلن افرادها عنها على الملأ قبل موعدها بأشهر، ثم يخطّط لها وتنفذ على مرأى ومسمع النظام دون قتال!
ان العالم يدرك اليوم بفضل مصر، ان زمن المعجزات لم ينته، وانما لا تزال في جعبه اهل مصر للعالم من المعجزات ما يذهلنا اليوم وغداً.
Comments