أنشودة التطور
ا - الطبيعة
يقال أن تشارلز داروين أصيب بالإكتئاب بعد إكتشافه لتطور الكائنات بالإنتقاء الطبيعي وذلك لإدراكه مدى قسوة الطبيعة على ابنائها
-١-
تضوّر تضوّر
فلا مكان هنا لذوي الكبرياء
هنا تتمرغ وحل الوجه
لعلك ترشف قطرة ماء
هنا لا تسامح لا من محبة أو من إخاء
فكل المشاعر عندي هباء
سوى الألم الذي يعتريك
فلا مكان هنا لذوي الكبرياء
هنا تتمرغ وحل الوجه
لعلك ترشف قطرة ماء
هنا لا تسامح لا من محبة أو من إخاء
فكل المشاعر عندي هباء
سوى الألم الذي يعتريك
إذا ما استحلت فريسة وحش
أو النهم النرجسي إذا ما
نهشت بلحم أخيك فسالت دماء
هنا الخوف رب
والحب كفر
والجوع وحي نبي السماء
وأنت بأرضي ربيب الشقاء
شقي إذاك ارتشفت المياه
شقي إذا ما نشقت الهواء
عصيب النهار تصول وتغزو
وتجلو لتحيا لوقت الغروب
فتأفل وسط الخلا بالعراء
تبر الحياة بقنطار ثَبر
فلا تلتقيك بقَطَر وفاء
هنا لا عدالة
لا من جوائز
أو من نياشين
أو من هراء
فالعدل والحق مني براء
هنا لا منابر
لا من قصائد
أو من اناشيد
أو من رياء
فكل الخطابة عندي عواء
وحسبك تصحو
برورا شكوراً
إذاك ظفرت غدا بالبقاء
بورِكتُ أماً ظلوماً جحوداً
تحب فتقسو
وتسلو وتهجو
فخير الحبيب المذل
وخير الكليم المقل
وخير الطبيب الشديد المداوي
وخير النصيح غَلِيظ الهجاء
أريدك تلهث صوب الأمام
فلا أرحم من خطا للوراء
أريدك تنمو
وتعلو وتسمو
أريدك تعرج نحو الفضاء
أريدك تقفو وهم الخلود
كذلك انحت
من علق البحر
طيرا يرفرف نحو السماء
أو النهم النرجسي إذا ما
نهشت بلحم أخيك فسالت دماء
هنا الخوف رب
والحب كفر
والجوع وحي نبي السماء
وأنت بأرضي ربيب الشقاء
شقي إذاك ارتشفت المياه
شقي إذا ما نشقت الهواء
عصيب النهار تصول وتغزو
وتجلو لتحيا لوقت الغروب
فتأفل وسط الخلا بالعراء
تبر الحياة بقنطار ثَبر
فلا تلتقيك بقَطَر وفاء
هنا لا عدالة
لا من جوائز
أو من نياشين
أو من هراء
فالعدل والحق مني براء
هنا لا منابر
لا من قصائد
أو من اناشيد
أو من رياء
فكل الخطابة عندي عواء
وحسبك تصحو
برورا شكوراً
إذاك ظفرت غدا بالبقاء
بورِكتُ أماً ظلوماً جحوداً
تحب فتقسو
وتسلو وتهجو
فخير الحبيب المذل
وخير الكليم المقل
وخير الطبيب الشديد المداوي
وخير النصيح غَلِيظ الهجاء
أريدك تلهث صوب الأمام
فلا أرحم من خطا للوراء
أريدك تنمو
وتعلو وتسمو
أريدك تعرج نحو الفضاء
أريدك تقفو وهم الخلود
وليس مصيرك إلا الفناء!
كذلك انحت
من علق البحر
طيرا يرفرف نحو السماء
-٢-
أنا والقرون نغول و نسحق من لا يثابر
فأمعن بِغِيّك كيلا تبيد
وتغدو حياتك قصة عابر
أنا والزمان نجل القوي
وننصر من يعتدي أو يناور
فهذي الوعول تسل السيوف
وهذي الورود تسن الخناجر
وهذي الطيور تجوع وتبرد حتى تهاجر
وهذي الذئاب تلوك الخراف مغبة جوعٍ
فالجوع كافر
والنحل ينهب والنمل يغزو
ولا من رحيم ولا من مناصر
عش دنيوياً وإما تموت
فليس بأرضي مكان لشاعر !
-٣-
أهلِك اخاك
ولا تُبق تحت السماء سواك
فما الارض الا ضريح الهلاك
وهذا الاديم
رفات الذين قضوا نحبهم
لكي ما تكون السماء سماك
واعلم بانك ان تستغيث
فلا من سميع
ولا من مجيب
ولا من نبي
ولا من ملاك
-٤-
كم أنت شقية!
تصنعين الحياة
بمحض السجيّة
ترتضين الفتات
وتهدين عمرك
زاد صغارك
دون بَغِيَّة
كم أنت وفية!
اذ تجبلين
جديد الحياة
بمَصْل العروق
وعرق الجبين
ودمع الماقي
حنوناً رضيه
ثم اذا تنفخين الروح
لم تبق للروح فيك بقيه
فتكتشفين
بُعَيد فوات الاوان
بان جبينك جفَّ
والنبضَ بين ضلوعك كفَّ
وان الحياة لهم من بعدُ
وانك انت الضحيه
بل انت غبيه!
اذ تكرمين بلامنطقيه
وتُبدين غيرك
- إن جحدوك وإن يزدرونك ـ
بالأولوية
تُخفين جحرك تحت التراب
ووسع جناحك ان يرتقيكِ
فوق البَريّه
الا تدركين
اذ تدركين
خريف الحياة
انك عشت بدون هويه ؟!
-٥-
لترضَ بما ينتقيه القدر
رغم الشقاء ورغم الكدر
لأن دماءَكَ حبرُ سطور زمان سيأتي
كما أن روحك حصد بذور زمان عبر
فلولا جذور تعاني الظلام
لما ماد غصنٌ بحِمْل ثمر
ولولا مَهَابَة موت زؤامٍ
ما سُبِرت عباب البحور
ولا عَشُبت ثنايا الجبال
ولا سَمِقَت سعاف النخيل
ولا شَهَقت رؤوس الشجر
لهذا ورغم شديد الرياح
عليك بان تستمر الكفاح
فبالنار تُصقل أمضى السيوف
وبالكيِّ تلأم أقسى الجراح
وما الريح تعتو إلا لتنثر
فوق الهضاب حبوب لقاح
سيُنبِت منها الضياء زهوراً
فيُنبِت فيك جنوني جناح
فتعلو وتَشرُف تلك الحقول
وتشرب كأس رحيق قراح
وتنشى فتطرب فيك الحواس
إذا الطير غنى أو الديك صاح
كذاك فُطِرتَ نسيّا عَصِيّا
شقياً تنام ولكن ستصحو
شكوراً بروراً إذا الفجر لاح
فناموس ارضي
يحتّم ان شجون الليالي
تذوب برحمه نور الصباح
-٦-
إياك إياك أن تتكبر
فإنك من نسل خَبَث البحر
بل كنت أحقر
وتلك البعوضة إبنة عمك،
بين الجراد وبينك قربى
وبين الكلاب وبينك مخبر
ألا تتفكر ?!
أراك تطيّب جيدك مسكاً وعنبر
وبطنك ملأى بلحم أخيك
وتلك الحشود فنت من ذويك
ألا تتذكر؟
ألا قد رحمتك لما حرمتك أن تتذكر !
ثم رحمتك لما حرمتك أن تتبصر:
قَضَيتَ فوارى الترابُ رفاتكَ
لم أُبقِ منك بمقدار ذكرى
ولم أَروِ عنك لمن يتحسّر
حتى بنوك فما أشبهوك:
هذي مخالبهم تتوارى
وهذي نواصيهم تتكور
وهذي مناكبهم تتعالى
وهذي مفاصلهم تتبعثر
وهذي جوانحهم تتمادى
وهذي معالمهم تتحور
بمر العصور
أكثر فأكثر
فالعنق أطول
والأنف أقصر
والجلد أخمل
والشعر أغزر
والوجه أخطل
والخد أحمر
والرمش أجمل
والعين أبصر
والطبع انذل
والحال أعسر !
والدمع حومل
والقلب يفطر
فبم تتجبر??
غداً سأخلق منك العجابَ
فما لخيالك أن يتصوّر
ضُروب جنوني
وما يتفتّق عنه خيال
ما للزمان عليه لجام
وما لهواه رقيبٌ وعسكر
أنا بالنفوس أصفّ القوافي
أماك حرفٌ بنظم قصيدي
فلا تتكبر !
أنا والقرون نغول و نسحق من لا يثابر
فأمعن بِغِيّك كيلا تبيد
وتغدو حياتك قصة عابر
أنا والزمان نجل القوي
وننصر من يعتدي أو يناور
فهذي الوعول تسل السيوف
وهذي الورود تسن الخناجر
وهذي الطيور تجوع وتبرد حتى تهاجر
وهذي الذئاب تلوك الخراف مغبة جوعٍ
فالجوع كافر
والنحل ينهب والنمل يغزو
ولا من رحيم ولا من مناصر
عش دنيوياً وإما تموت
فليس بأرضي مكان لشاعر !
-٣-
أهلِك اخاك
ولا تُبق تحت السماء سواك
فما الارض الا ضريح الهلاك
وهذا الاديم
رفات الذين قضوا نحبهم
لكي ما تكون السماء سماك
واعلم بانك ان تستغيث
فلا من سميع
ولا من مجيب
ولا من نبي
ولا من ملاك
-٤-
كم أنت شقية!
تصنعين الحياة
بمحض السجيّة
ترتضين الفتات
وتهدين عمرك
زاد صغارك
دون بَغِيَّة
كم أنت وفية!
اذ تجبلين
جديد الحياة
بمَصْل العروق
وعرق الجبين
ودمع الماقي
حنوناً رضيه
ثم اذا تنفخين الروح
لم تبق للروح فيك بقيه
فتكتشفين
بُعَيد فوات الاوان
بان جبينك جفَّ
والنبضَ بين ضلوعك كفَّ
وان الحياة لهم من بعدُ
وانك انت الضحيه
بل انت غبيه!
اذ تكرمين بلامنطقيه
وتُبدين غيرك
- إن جحدوك وإن يزدرونك ـ
بالأولوية
تُخفين جحرك تحت التراب
ووسع جناحك ان يرتقيكِ
فوق البَريّه
الا تدركين
اذ تدركين
خريف الحياة
انك عشت بدون هويه ؟!
-٥-
لترضَ بما ينتقيه القدر
رغم الشقاء ورغم الكدر
لأن دماءَكَ حبرُ سطور زمان سيأتي
كما أن روحك حصد بذور زمان عبر
فلولا جذور تعاني الظلام
لما ماد غصنٌ بحِمْل ثمر
ولولا مَهَابَة موت زؤامٍ
ما سُبِرت عباب البحور
ولا عَشُبت ثنايا الجبال
ولا سَمِقَت سعاف النخيل
ولا شَهَقت رؤوس الشجر
لهذا ورغم شديد الرياح
عليك بان تستمر الكفاح
فبالنار تُصقل أمضى السيوف
وبالكيِّ تلأم أقسى الجراح
وما الريح تعتو إلا لتنثر
فوق الهضاب حبوب لقاح
سيُنبِت منها الضياء زهوراً
فيُنبِت فيك جنوني جناح
فتعلو وتَشرُف تلك الحقول
وتشرب كأس رحيق قراح
وتنشى فتطرب فيك الحواس
إذا الطير غنى أو الديك صاح
كذاك فُطِرتَ نسيّا عَصِيّا
شقياً تنام ولكن ستصحو
شكوراً بروراً إذا الفجر لاح
فناموس ارضي
يحتّم ان شجون الليالي
تذوب برحمه نور الصباح
-٦-
إياك إياك أن تتكبر
فإنك من نسل خَبَث البحر
بل كنت أحقر
وتلك البعوضة إبنة عمك،
بين الجراد وبينك قربى
وبين الكلاب وبينك مخبر
ألا تتفكر ?!
أراك تطيّب جيدك مسكاً وعنبر
وبطنك ملأى بلحم أخيك
وتلك الحشود فنت من ذويك
ألا تتذكر؟
ألا قد رحمتك لما حرمتك أن تتذكر !
ثم رحمتك لما حرمتك أن تتبصر:
قَضَيتَ فوارى الترابُ رفاتكَ
لم أُبقِ منك بمقدار ذكرى
ولم أَروِ عنك لمن يتحسّر
حتى بنوك فما أشبهوك:
هذي مخالبهم تتوارى
وهذي نواصيهم تتكور
وهذي مناكبهم تتعالى
وهذي مفاصلهم تتبعثر
وهذي جوانحهم تتمادى
وهذي معالمهم تتحور
بمر العصور
أكثر فأكثر
فالعنق أطول
والأنف أقصر
والجلد أخمل
والشعر أغزر
والوجه أخطل
والخد أحمر
والرمش أجمل
والعين أبصر
والطبع انذل
والحال أعسر !
والدمع حومل
والقلب يفطر
فبم تتجبر??
غداً سأخلق منك العجابَ
فما لخيالك أن يتصوّر
ضُروب جنوني
وما يتفتّق عنه خيال
ما للزمان عليه لجام
وما لهواه رقيبٌ وعسكر
أنا بالنفوس أصفّ القوافي
أماك حرفٌ بنظم قصيدي
فلا تتكبر !
ب - الفرد
يتبع....
Comments